British Muslims and their Achievements
British Muslims and their Achievements?
First broadcast on 9 March 2015
Link to the YouTube page:
جورج غالاواي: معكم (جورج غالاواي) في “كلمة حرة” على قناة “الميادين” في حلقة تأتيكم من “لندن”. أنا “جورج غالاواي” أمثِّل “كلمة حرّة” حيث لكلّ كلمة حرّية التعبير.
أهلاً بكم في “كلمة حرّة”، معكم “جورج غالاواي” على قناة “الميادين” في حلقة تأتيكم من “لندن”. إنّه نداء “لندن” وسنتحدّث عن المسلمين البريطانيين، تاريخهم وإنجازاتهم ومشاكلهم وعن المخاطر التي يواجهونها. أولاً، علينا تحديد المنظور. مجلس مُسلمي ( بريطانيا) الأسبوع الماضي في تقرير برلماني حضرت انطلاقته، حدّد استناداً إلى الإحصاءات الأخيرة أنّ في (بريطانيا) 2.7 مليون مُسلِم بفضل الله وأنّ هذا العدد قد ازداد مليوناً في السنوات العشر الماضية. يُفسَّر هذا الازدياد جُزئياً بسبب استقرار المُسلمين القادمين بشكلٍ رئيس من مناطق ترزح تحت القصف من قِبَل (بريطانيا) وحُلفائها والمعروفة بطريقة أُخرى على أنّها مناطق الحروب والاحتلالات، ولكن كذلك بسبب أشكال أُخرى من هجرة المُسلمين من (أوروبا)، من أماكن مثل (كوسوفو) وبُلدان أُخرى مثلها مما كان يُعرَف سابقاً بالمُعسكر الاشتراكي. شكّلَ الرقم المتمثّل في 2.7 مليون صدمةً هائلةً في أوساط الجناح اليميني وبدا مؤقتاً أنّه يدعم مسألة كون المُسلمين يتزايدون في (بريطانيا) بمعدّلٍ يُهدّد بـ “هيمنتهم”. حتّى تُدركوا أنّ عدد سكّان (بريطانيا 65 مليونا)، مع أنّ 2.7 مليون يُشكِّل عدداً كبيراً إلاّ أنّه لا يقترب حتّى من تشكيله أيّ تهديد حقيقي في الهيمنة على شيء. حتّى وإن جرت المُحافظة على خصوبة العائلات المُسلمة في السنوات الخمسين المُقبلة، ما أعنيه هو مُعدّل النموّ الطبيعي عبر الولادات، فإنّهم لن يشكّلوا تهديداً حتّى بعد مئة عام أو مئتي عام أو خمسمئة عام. لا بدّ أن يتحوّل الكثيرون في (بريطانيا) إلى الديانة الإسلاميّة ليُصبح المُسلمون هُم الغالبيّة. لكن 2.7 مليون عددٌ كافٍ للمُطالبة بالاحترام أو ينبغي لهم فعل ذلك. يُفترض أن يكون العدد كافياً لتأسيس مُبادرة في تركيبة السُلطات البريطانيّة لكن هذا لم يحدُث حتّى الآن. إنّ قارنّا بمجموعةٍ واحدةٍ أُخرى، المُجتمع اليهودي في (بريطانيا) لا يتجاوز عدده 250 ألفاً على أكثر تقدير، بالتالي فإنّ تعداد المُجتمع المُسلِم في (بريطانيا) يفوقه عدداً بعشرة أضعاف. لكن ما من شكّ في أنّ اليهود هم من يحظون بالاحترام الأكبر ويحظون بموطئ قدمٍ في الهيكليّة السياسية وغيرها في (بريطانيا) الأمر المؤثر من دون شكّ. بعض المُسلمين يُندّدون بالاحترام وبالسُلطة التي توصّل إليها المُجتمع اليهودي في (بريطانيا)، لكنني لست واحداً من هؤلاء. إنني أرفع قبّعتي مجازاً احتراماً لهم، إنّه لإنجاز مُذهل للمُجتمع اليهودي في (بريطانيا) أنّهم وبعددٍ لا يتجاوز 250 ألف شخص فإنّهم يسيطرون على كثيرٍ من المواقع في الدولة وهو ما يفعلونه بثبات وبشكلٍ جيِّد جداً. إذاً، لا أريد من المُجتمع الإسلامي أن يُندِّد باليهود البريطانيين بل أريد منه أن يُحاكي اليهود البريطانيين. أريد منه أنّ يُنظِّم كما نظّم اليهود أنفسهم، أريد منه أن يُحقّق الإنجازات كما فعل المُجتمع اليهودي. إذاً، دعونا ننظر إلى اليهود البريطانيين من دون أيّ نيّاتٍ سيئة بل بإعجاب واحترام وبأكثر مشاعر الإطراء والمُحاكاة صدقاً. مما لا شكّ فيه أنّ المسلمين البريطانيين يرزحون تحت ضغوطٍ هائلة. لقد كانوا يرزحون تحت ضغوطٍ هائلة قبل الحادي عشر من أيلول، لكن منذ الحادي عشر من أيلول أصبح ذلك الضغط أكثر بروزاً وأصبح أكثر قوّة، في بعض الحالات أصبح أكثر خطراً. لقد أصبح أكثر خطراً بشكلٍ أكبر منذ المجزرة التي تحدّثنا عنها في حلقةٍ سابقة في (باريس) في مكاتب صحيفة (تشارلي إيبدو) وفي المتجر اليهودي في مكانٍ آخر من (باريس). لحق بذلك هجماتٌ أُخرى في (أوروبا)، إطلاق نار واشتباكات في (بلجيكا)، مقتل رجلٍ خارج كنيس يهودي في (كوبنهاغن) ومحاولة قتل كثيرين آخرين في اجتماعٍ قبل ذلك الحين. من دون شكّ هناك خوفٌ واحتقان بين المُسلمين في الغرب، وبالطبع فإنّ (بريطانيا) لا تشكِّل استثناءً. طبعاً هناك تفهُّم ضئيل جداً للدور الذي أدّته (بريطانيا) وحلفاؤها في تضخيم التطرّف الإسلامي. هناك فهم ضئيل جداً أنّ أحد الأسباب وراء كون مزيد من المسلمين قد أصبحوا أكثرُ تعصّباً وخطراً وذلك بسبب السياسات الغربيّة تجاه العالم الإسلامي. هناك فهم ضئيل جداً للإسلام والمُسلمين عموماً، غير أنّ هناك كثيرين من المُسلمين في (بريطانيا) ممّن أحرزوا امتيازاتٍ كبيرة وممّن سيفعلون من دون شكّ. أرى بين الجمهور شاباً صديقاً لي، (عرفان)، المُلتحِق بإحدى أفضل المدارس العامّة في (بريطانيا) وأكثرها ثقافةً، وما من شكّ لديّ أبداً في أنّه سيُصبِح أكثر نجاحاً في حياته، والكثيرون من المُسلمين قد أصبحوا كذلك فعلاً من أمثال (سام عبد الله) مُدير أحد أفضل مُستشفيات (لندن). هناك جرّاحون وأُناس في أعلى المناصب ضمن عددٍ من شرائح المُجتمع البريطاني من المُسلمين، غير أن غالبية المُسلمين البريطانيين لم يُحقّقوا كثيراً من الإنجازات. إنّهم يعيشون وبنسبة أكبر من أيّ قسمٍ آخر من أقسام المُجتمع الأخرى في مساكن منخفضة المُستوى وفي مناطق محرومة. يعيشون بأغلبيّة ساحقة في وسط المدينة وهو ما كان أمراً رائعاً في الماضي لكنّه في أيّامنا هذه ليس كذلك. هناك ترجيح أن يكونوا عاطلين من العمل وهناك ترجيح أن تكون نساؤهم عاطلات من العمل، المسنّون بينهم يُعانون انخفاضاَ في الصحّة أكثر من أيّ شريحةٍ أُخرى من المُجتمع وهذا قبل ظهور التعصّب الديني والتمييز والحقد. إننا نعيش في بلادٍ فيها سعي دؤوب ومُستمرّ لزرع الحِقد والخوف من المُسلمين. في الصحافة العامّة، بالكاد يمرّ يوم، بل لا يمرّ يوم أبداً من دون كتابة قصّةٍ ما مُخيفة عن مُسلِم. وبالطبع كما قلنا أبّان اجتياح العراق عام 2003، أنّ أشَعْتَ بأقصى حدّ الحقد تجاه القادة المسلمين والبُلدان الإسلاميّة فإنّك تطالب بتحقيق أكثر مما هو مُرجّح في أن تتصوّر بأن جماهيرك ستُفرِّق بين القائد المُسلِم هُناك المُفترض أن تكرهه وما بين المُسلِم الذي يُدير دكّاناً على ناصيّة شارعك أو مطعماً على الطريق السريع. لقد قلنا في ذلك الوقت عام 2002 و2003 إنّك إن شننتُ الحربَ على المُسلمين في الخارِج فإنّك حتماً ستكون في حربٍ على المُسلمين في موطنك وقد أثبتت هذه النظريّة صحّتها. في السابع من تمّوز 2005 فإنّ مجانين إرهابيين مُتعصّبين فجّروا قطارات مترو في (لندن) وحافلة في (لندن) قاتلين 55 شخصاً ومشوّهين مئات آخرين، ووفقاً لأجهزة الأمن البريطانيّة والشرطة والطبقة السياسيّة فإننا ننتظر حدوث فظاعةٍ على غرار ما حدث في (باريس) أن تحلّ بنا هنا في (بريطانيا). وإن حدث أمرٌ مماثِل فإنّ كُلّ مُشكلةٍ قُمت بشرحها آنفاً ستتفاقم أكثر وليس العكس. لكن أكثر المُسلمين كانوا هنا مُنذ أكثر من مئة عام ولن يذهبوا إلى أيّ مكان. المساجد تتزايد وتعداد المُسلمين كما قلت قد ازداد بمقدار مليون في الأعوام العشرة الماضية وحسب. في دائرتي الانتخابيّة البرلمانيّة في (برادفورد ويست)، فإنّ 40 في المئة تقريباً من المصوّتين هناك هُم من المسلمين، نسبةٌ تُقارب الـ 38 في المئة، وهناك كثيرٌ من المُدن الرئيسيّة في (إنجلترا) فيها عدد هائل من المُسلمين الذين يؤثّرون في السياسة إضافة إلى تأثيرهم في أشكال الحياة الاجتماعيّة الأُخرى. إذاً فإننا نبحث الليلة في مسألة المُسلمين البريطانيين، ما الذي أنجزوه؟ إلى أين هُم ذاهبون؟ إلى أين هم مُتّجهون؟ وما مُشكلاتهم الكُبرى؟ وقد جمعت معي هنا جمهوراً من الخُبراء إضافةً إلى الهواة الموهوبين أمثالي. سأعود إليكم لنُباشر النقاش بعد الفاصل